العلم المتعلق بعلاج العقم والطب التناسلي بإيران يرجع تاريخه تقريباً لنفس بداية هذا التخصص بالعالم، و الباحثين الإيرانيين عندهم مساهمة كبيرة بتطوير هالعلم على مستوى دولي. و بسبب هاي الخبرة الكبيرة، و مع انخفاض تكاليف العلاج مقارنةً بالدول الثانية، صارت إيران وحدة من أهم الوجهات العالمية للعلاج من العقم و المشاكل المرتبطة بالإنجاب.
و فعلاً، سنوياً حوالی ٢٥٠٠ زوج عقيم من أوروبا، أمريكا و منطقة الشرق الأوسط يجون لإيران حتى يبدون رحلة علاجهم. و قسم كبير من هالعدد يجی من دول الجوار مثل العراق، الإمارات، قطر، عُمان، باكستان وأفغانستان، لأنهم يثقون بخبرة الأطباء الإيرانيين، و يحصلون على علاج بجودة عالية و سعر مناسب جداً.
أول محاولة بشرية لعلاج العقم كانت قبل ٤٤ سنة، ويومها وُلدت لويز براون بإنجلترا كأول طفلة أنابيب بالعالم. بعدها، انطلقت موجة من الأبحاث والمراكز الطبية الخاصة بعلاج العقم بكل دول العالم، وصار هذا العلم يتطور سنة ورا سنة.
إيران من أوائل الدول اللي لحقت بهالركب العلمي، وفعلاً قبل ٣٨ سنة، يعني بس بعد ٦ سنين من ولادة لويز براون، تم تأسيس أول مركز لعلاج العقم بتقنية التلقيح الصناعي (IVF) بإيران.
من ذاك الوقت، العلماء الإيرانيين بدوا يسافرون لدول مثل إنجلترا، أمريكا، كندا، واليابان، حتى يتعلمون أحدث الأساليب ويرجعون يطبقوها ويطوروها داخل إيران. وفعلاً قدروا ينجحون بتوطين هالتكنولوجيا الحديثة داخل البلد.
واليوم، العلماء الإيرانيين يُعتبرون من بين الأكثر تقدّماً بالعالم في مجال الطب التناسلي والتلقيح الصناعي، والدليل على هالشي إنه قبل حوالي ٢٠ سنة، قدروا ينجحون بأول عملية استنساخ حيوان بالشرق الأوسط باستخدام تقنيات IVF والكلونينگ، وهاي كانت قفزة علمية كبيرة تُحسب للباحثين الإيرانيين عالمياً.
خلال السنوات الأخيرة، مرت إيران بظروف اقتصادية خاصة، وهذا أدّى إلى انخفاض كبير بقيمة العملة الإيرانية (الريال) مقابل الدولار والعملات الأجنبية الثانية. هذا التغيّر أثر بشكل مباشر على الأسعار داخل البلد، وخلى كل شي أرخص بالنسبة للناس اللي يجون من خارج إيران، سواء كان علاج طبي، عمليات جراحية، إقامة، مواصلات، أو حتى التسوق اليومي.
يعني مثلاً، من يجي زوج من دول الخليج، أو من أوروبا، أو من أي بلد عربي، راح يلاحظ إن نفس الخدمة الطبية اللي تكلف آلاف الدولارات ببلده، يكدر يحصلها بإيران بجزء بسيط من هالتكلفة، بدون ما يتنازل عن الجودة.
علاج العقم، أطفال الأنابيب (IVF)، تحديد جنس الجنين، الفحوصات الوراثية، العمليات التخصصية، والاستشارات الطبية الدقيقة.
والأهم من هذا، إن قلة التكاليف ما تعني أبداً إن الجودة أقل، بالعكس تماماً. مراكز مثل مركز ابن سينا بالعاصمة طهران، تشتغل بأحدث الأجهزة والتقنيات العالمية، وبيها فرق طبية متمرّسة ذات خبرة طويلة، وتشتغل حسب المعايير العالمية.
لهذا السبب، صارت إيران من أهم الوجهات بالعالم الإسلامي والشرق الأوسط بمجال “السياحة العلاجية”، وخاصة بمجال علاج العقم والفحوصات الوراثية، والناس يختارونها لأنهم يضمنون نتائج ممتازة مع تكلفة أقل بكثير من دولهم.
خلال السنوات الأخيرة، حققت إيران تطوّرات كبيرة جداً بمجال علاج العقم، وصارت تستخدم أحدث التقنيات الطبية الموجودة عالمياً حتى تساعد الأزواج اللي يعانون من صعوبة بالحمل. المراكز التخصصية المتقدمة بإيران تعتمد على طرق وتكنولوجيا تتطابق مع المعايير الأوروبية والأمريكية، بل وحتى ببعض الأحيان تطوّر تقنيات جديدة قبل غيرها من الدول.
وهنا أهم التقنيات المستخدمة حالياً في مراكز علاج العقم بإيران:
وهو من أكثر الطرق شيوعاً وفعالية بعلاج العقم، ويتم تطبيقه بإيران بجودة عالية جداً. خلال هذا الإجراء، يتم جمع بويضات الزوجة مع الحيوانات المنوية للزوج بمختبر خاص، وبعد تكوّن الأجنّة يتم نقلها إلى رحم المرأة.
بهالطريقة، يتم حقن حيوان منوي واحد مباشرة داخل البويضة، وهي فعالة بحالات العقم الذكوري الحاد. المراكز الإيرانية تملك أجهزة ميكروسكوب متقدمة وكوادر مختبرية خبيرة، وهذا يساهم بنتائج ممتازة جداً.
إيران من الدول القليلة بالمنطقة اللي تقدم خدمة اختيار جنس الجنين باستخدام تقنية PGT. يتم أخذ خلايا صغيرة من الجنين وفحصها جينياً قبل عملية النقل للرحم.
هذي تقنية متطورة تسمح بالكشف عن الأمراض الوراثية داخل الجنين قبل زرعه في الرحم، وتمنع انتقال الأمراض الوراثية للأجيال القادمة. إيران تملك مختبرات وراثة متقدمة جداً بهالمجال، وهي من الدول الرائدة به.
باستخدام تقنية التجميد (Cryopreservation)، يتم حفظ الخلايا التناسلية بدرجات حرارة منخفضة جداً لسنوات. هاي الطريقة مهمة خصوصاً للنساء اللي يريدن تأجيل الحمل، أو اللي داخلين على علاج كيماوي.
بعض النساء ما يگدرن يحملن لأسباب طبية، وبهالحالة يتم استخدام رحم بديل. إيران عندها نظام قانوني وطبي واضح لهاي الحالات، وتتم العملية تحت رقابة طبية دقيقة.
لاختيار أفضل الأجنة والحيوانات المنوية، يتم استخدام تقنيات تصوير عالية الدقة، وبرامج ذكاء اصطناعي، وحتى أشعة ليزر لثقب جدار الجنين (assisted hatching) للمساعدة بالانغراس.
بعض المراكز المتقدمة تعتمد على تقنيات جديدة مثل المايكروچيب حتى تفصل الحيوانات المنوية السليمة بدقة عالية وبدون تدخل مباشر، وهذا يزيد من جودة الجنين ونتائج العلاج.
وبفضل هاي التقنيات الحديثة، وخبرة الكوادر الطبية، صارت إيران من أهم الدول المقصودة للعلاج من العقم، مو بس من الدول العربية، وإنما حتى من آسيا وأوروبا. الناس يجون لإيران حتى يحصلون على علاج بجودة عالمية وسعر مناسب جداً.
حسب التقارير الرسمية والمصادر الطبية المتخصصة، يوجد حالياً أكثر من ٧٠ إلى ٨٠ مركز علاجي مختص بالعقم في إيران، كلها تحت إشراف وزارة الصحة. هذي المراكز تقدّم خدمات متنوعة تشمل: أطفال الأنابيب (IVF)، الحقن المجهري (ICSI)، التلقيح داخل الرحم (IUI)، التبرع بالبويضات والنطف، الفحوصات الوراثية قبل الزرع (PGT)، تأجير الرحم، وتجميد الأجنة.
وفي تقرير أقدم من سنة ٢٠١١، عدد المراكز المسجّلة كان حوالي ٥٢ مركز، وكانت تنفذ سنوياً ما يقارب ٣٥ ألف دورة IVF/ICSI و ٢٩ ألف دورة IUI. أما حالياً، فقد ارتفع العدد إلى أكثر من ٨٠–٨٥ مركز، منتشرين في المدن الكبرى مثل طهران، مشهد، يزد، أصفهان، شيراز وتبريز.
هذا المركز تابع لمؤسسة ابن سينا للأبحاث، ويجمع بين البحث العلمي والعلاج السريري، ويُعتبر من أكثر المراكز تطوراً واحترافية بإيران. المركز معروف بامتلاكه أكبر بنك تبرع بالبويضات والأجنة في إيران، ويقوم باختيار المتبرعين بناءً على الصفات الشكلية للزوجين، بحيث يتم التوفيق بين شكل المتبرع والمستلم للحصول على أعلى تشابه ممكن، وهذا يرفع من القبول النفسي والاجتماعي لدى الزوجين.
يُعتبر فرعاً ثانياً لمركز ابن سينا، ويقدّم نفس الخدمات الطبية الراقية لكن في بيئة خاصة أكثر راحة وتنظيماً، وهو أيضاً أحد مواقع مجموعة بذرة الحياة.
من أقدم وأقوى المراكز في إيران، خاصة بمجال التلقيح الصناعي والبحوث الوراثية. رغم إنه يقع في مدينة يزد، لكن سمعته وصلت كل مدن إيران، ويقصده مرضى من كل أنحاء البلد.
من أشهر المراكز المتخصصة بالعالم في هذا المجال، ويُعرف بتقنياته المتطورة، ونسب النجاح العالية في عمليات IVF وICSI، بالإضافة لخدمات مثل فحص الجنين قبل الزرع (PGT)، تجميد البويضات والأجنة، والتبرع بالأجنة.
هذا المركز يُدار بشكل خاص، وما يرتبط بجامعة، لكنه يملك كادر طبي خبير وأجهزة متقدمة، ونتائجه ممتازة، خصوصاً في عمليات ICSI والتجميد.
إيران معروفة منذ سنوات طويلة كوجهة متميزة في السياحة العلاجية، خصوصاً في علاج العقم، تحديد جنس الجنين، التبرع بالبويضات والنطف والأجنة، والفحوصات الوراثية. التكاليف المنخفضة مقارنةً بالدول الأخرى، مع وجود تقنيات متقدمة وخبرة طبية طويلة، خلّت إيران نقطة جذب لكثير من الأزواج من مختلف أنحاء العالم.
